وثق رحلته مع أبناء الشيخ عبدالله بن خميس في كتاب مصوّر
سحر الصحراء يفجّر إبداع ناصر القصبي ويحوّله إلى الكتابة في «أدب الرحلة»
لم يتوقف إبداع الفنان ناصر القصبي عند حدود التمثيل فحسب بل امتد أيضاً إلى الكتابة الأدبية، وتحديداً في مجال "أدب الرحلة" حيث أبدع في وصف المشاعر التي انتابته أثناء رحلة برية قام بها مع أصدقائه محمد وطارق وعدي أبناء الشيخ عبدالله بن خميس إلى فيافي الربع الخالي نهاية العام 2005. وقد وضع تفاصيل هذه الرحلة في كتاب مصوّر طبع مؤخراً متضمناً صوراً كثيرة تتابع خطوات الرحلة من البداية إلى النهاية.
الكتاب تم تقسيمه إلى أحد عشر فصلاً واعتمد على لغة الصورة بالكامل حيث لا وجود للشرح على الصور إنما تم الاكتفاء بمقالة في آخر الكتاب وضعها الفنان ناصر القصبي وشرح فيها خط سير الرحلة بشكل عام مع وصف لسحر الصحراء وأثرها في نفسه. وقد تعمّد الرحّالة الأربعة التقليل من حجم الكلمة المقروءة لتكون "الصورة هي الكلمة الأولى في عصر ثقافة الصورة"، وليصبح هذا الكتاب فريداً من نوعه في المكتبة السعودية.
ابتدأت الرحلة في 24 ديسمبر 2005 وغايتهم هي الوصول إلى محميّة الرملة في قلب صحراء الربع الخالي وسط "عروق" الرمال الهائلة تحيط بهم المخاطر من كل جانب. وقد استغرقت رحلتهم مدة أسبوعين كان الرحّالة خلالها معزولين تماماً عن كل أسباب الحضارة. وتحدث ناصر القصبي عن هذه العزلة بأسلوب جميل وجذاب في آخر مقالته حيث قال: «15 يوماً.. لا أخبار.. لا صحف.. لا مجلات.. ولا راديو ولا تلفزيون.. الله على هذا النعيم.. أن تنقطع وتعتزل العالم فتلك نعمة من نعم الصحراء».
ولكي لا نناقض هدف الكتاب المتمثل في اعتماد لغة الصورة فسنختصر الكلام ونترك المجال للصور التي انتقيناها من الكتاب لتكون هي المتحدث الأول عن هذه الرحلة الجميلة. وسنختم بكلمات رائعة سجلها الفنان ناصر القصبي بلغة شعرية خلاّبة وكأنما هو نابغة ذبياني جديد صقلته تجربة الصحراء ففجرت بئر الإبداع في داخله.
يقول ناصر القصبي: «نصحو ما بين الرابعة والخامسة فجراً ونلتف حول "النار" ودلة القهوة تدور مع سوالفنا الصباحية وضحكاتنا الصافية المجلجلة.. يا الله.. أتأمل وجوهنا وأتساءل: كيف لهذه الصباحات الصحراوية الناعمة الطرية القدرة على أن تشكل نفوسنا بهذه المسحة الفطرية الإنسانية الصافية.. وكيف لنا نحن سكان المدن الصاخبة وخصوصاً مدينة بحجم الرياض وصخبها.. كيف تكون فيها صباحاتنا.. فقط استيقظ صباحاً لتوصل ابنك أو ابنتك للمدرسة والتفت يميناً وشمالاً وشاهد الوجوه التي تحملها السيارات لترى الفرق".. "هنا في هذا المكان الغروب له طعم آخر.. الشمس نفسها ليست كما في المدن.. أراها هنا أكبر حجماً وأبهى.. والليل هنا "سالفة" أخرى فالسماء التي في قلب الربع الخالي قصيدة.. والنجوم التي في كبد القصيدة قصيدة أخرى ولشخص مثلي "أقصى علمه" في مجال الفلك هو أن الذي يعد النجوم "يجي له ثالول" يقف في حالة من الدهشة والانبهار لهذه اللوحة العظيمة ولهذا الخالق المبدع العظيم فسبحانك ربي لا إله إلا أنت والحمد لك بما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك".
اتمناء ان تعجبكم
تحياتي